الإمامة - كما عرّفت في مصادر علماء المسلمين (الشيعة والسنة) - : «نيابة عن النبي في أمور الدين والدنيا» ولأن رسول الإسلام محمد قال ـ في الحديث المتفق عليه ـ « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ». فتكون الشؤون الدينية والدنيوية منوطة كلها بالامام، وتكون معرفته ثم طاعته واجبةً في جميع المجالات. أما الشيعة فالإمامة عندهم ـ للحديث المذكور وغيره من الأدلة النقلية والعقلية ـ من أصول الدين، فيشملها موضوع علم الكلام. وأما السّنّة فإنّهم بحثوا عنها في هذا العلم بالتفصيل. وعلى كلّ حالٍ فقد أصبح موضوع الامامة يشكل أحد الأبواب الواسعة في الكتب الكلاميّة، ولا يزال يشغل بال جلّ علماء الكلام، حتّى ألّفوا فيه كتباً مفردةّ لا تحصى.[1]
و"الإمامة" في مدرسة أهل البيت (ع) لها تعريف يختلف عما تؤمن به مدرسة الصحابة؛ وذلك لأنها تعتبر عندهم الخلافة الإلهية في الأرض، ومهمة الإمام الأساسية استخلاف النبي (ص) في وظائفه من هداية البشر وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة. فالإمام هو الذي يفسر لهم القرآن، ويبين لهم المعارف والأحكام ويشرح لهم مقاصد الشريعة، ويصون الدين من التحريف والدس، وله الولاية العامة على الناس في تدبير شؤونهم ومصالحهم، وإقامة العدل بينهم وصيانتهم من التفرقة والاختلاف. فالإمامة بذلك تعد منصباً إلهياً، واستمراراً للنبوة في وظائفها باستثناء كل ما يتعلق بالوحي. وهي بهذا المفهوم أسمى من مجرد القيادة والزعامة في أمور السياسة والحكم.