◄◄ لست ضد الفن لكن مسلسلات رمضان و«الست كوم» السنة دى بيقدموا أفكاراً خارجة لا تليق بقدسية الشهر الكريم.. وأنا بقول للفنانين والمنتجين دول: «ميصحش»
داعية يحاول أن ينتشل الأمة الإسلامية من أزماتها بطريقته الخاصة.. هو من أنصار «المعادلات الأخروية والدنيوية».. يرى أن الطريق للجنة فى الآخرة لايتناقض مع متع الحياة فى الدنيا.... يتسلح بالإرادة والصبر والحب فى مواجهة معاول البكاء والعويل.. يعتمد فى معركته على الشباب ليس أكثر.. فى بداية ظهوره تعرض لهجوم وانتقادات من السلفيين والأصوليين، ومن اعتبروه يراهن على أبناء الطبقة الراقية لكنه راهن على الشباب وطاقته فى التغيير.. عمرو خالد «ممنوع جماهيرياً» فى مصر كما ذكر.. فى حين لبنان ترحب به فى أى مكان على أرضها.. يحمل بطاقة انتخابية لكنه لم يحدد مرشحاً بعينه ليمنحه صوته فى انتخابات الرئاسة 2011.. لا يصدق كل ما يقال عن التغيير والبرادعى.. «اليوم السابع» حاورت الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامى بحثا عن إجابات لأسئلة عن نفسه وتياره وطموحاته ورؤيته للسياسة والواقع.
◄◄ كل سنة وحضرتك طيب ودائما فى «رحلة للسعادة»، إحك لنا عن برنامجك الجديد فى رمضان؟
- الحقيقة أنا لم أكن أفكر فى هذا البرنامج، وكنت أرغب فى تكملة سلسلة «قصص الأنبياء» وأناقش قصة سيدنا عيسى بعد سيدنا موسى، لكن بسبب تفاعلى الكبير مع الشباب فى بلادنا كتب لى عدد كبير منهم على صفحتى على «الفيس بوك» وعلى موقعى الإلكترونى: «أنا محبط، أنا يائس، أنا تعبان، أنا عاطل، أنا مش لاقى السعادة، أنا مش عارف أعيش، أنا مش لاقى حد يسمعنى فى بيتنا أو بره بيتنا، أنا أبويا وأمى سايبين بعض، أنا، أنا، أنا، فوجدت أنه لابد من الحديث عن مشاكلنا التى لا يكفى برنامج يذاع 30 يوما لحلها، ففكرت كيف نعطى للناس دفعة أمل من خلال كلام «فيه تفاؤل» يعطى لهم قوة فى الحياة، لأنى لست من مشجعى ثقافة «البكاء والعويل».
◄◄ تقصد تثبيط الهمم والحديث عن العذاب فى الآخرة دون التطرق إلى الجنة ونعيمها؟
- بالضبط هذه نقطة، والأخرى أنى لست أيضاً من أنصار الحديث عن مشاكلنا وأنظر ماذا حدث فينا دون تقديم الحل والعلاج والإصلاح، فقلت «ما تيجى نعمل حاجة إيجابية بجد» ومن هنا ظهرت «رحلة للسعادة»، الذى يقوم على «توليفة» من مجموعات لو تعايشت بها سوف تسعد فى حياتك، فالسعادة مش كلمة، ولا تباع ولا تشترى ماينفعش تروح المول تشترى بـ1000 جنيه سعادة، أو تروح لبقال تقوله 2 كيلو سعادة، أو تخطفها من حد، لكنها تبدأ من القلب، فقلنا ما تيجى نعمل منظومة للوصول للسعادة طوال الـ30 يوما، هتلاقى حاجات تتعلق بالأخلاق، العفو والتسامح والصبر والتخطيط لمستقبلك عندك هدف ولا لأ، العلاقات الدافئة بين أسرتك ومحيط عائلتك وأصدقائك، الصلة بالله وعلاقة عامرة بالسماء، فالسعادة فى البرنامج ده بتعتمد على توليفة ومنظومة من 7 مجموعات وعلشان نسهل على الناس رمزنا لكل مجموعة بلون، الأولى برتقالى مثل لون الشمس والشروق لمجموعة «خطط لبكرة»، الثانى أخضر مثل لون الزرع والنماء لمجموعة «أسعد الآخرين تسعد»، وهو ما يعد فكرة جديدة تقال لأول مرة فى العالم العربى فيها أمل وفيها حب وفيها إرادة وتغيير وفى نفس الوقت البرنامج ده مش تخديرى.
◄◄ ماذا تقصد بكلمة «تخديرى»؟
- يعنى فى وسط كل هذه المشاكل التى يعيشها الشعب لا آتى لتخدير الناس بكلام عن الخير والأمل، بالعكس أنا أسعى لمساعدة الناس لحل مشاكلهم المادية مستعينين بهذه المنظومة بقوة أكبر وطموح أقوى ، وكأن هناك شخصين الأول لديه مشاكل فى الحياة ومستكين وخاضع لها والثانى لديه نفس المشاكل لكنه يتسلح بالعزيمة والصبر والإرادة والطموح لحلها أو على الأقل لمواجهتها، أكيد الأخير هو الذى سينجح أكثر، و«أنا مش هاجى أعيط وأبكى وأقول شوفوا حصل إيه فى بلدنا شوفوا مشاكلنا، عشان كده أنا عملت برنامج صناع الحياة لمواجهة هذه النوعية بطاقة أمل وحب ونماء وإرادة».
◄◄ لكن من المسؤول عن ثقافة البكاء والعويل التى أثرتها؟
- مسؤول عنها كل من يبكى ولا يقدم حلولا، دون أن أسمى برامج فضائية معينة لكن هؤلاء يقدمون مزيدا من الإحباط فقط وهذا لا يعنى أن أرفض عرض المشاكل ولكن قدم لى الحل معها فى نفس التوقيت.
◄◄ وماذا عن أن البرنامج يصور لأول مرة فى أماكن خارجية مختلفة؟
- البرنامج ولأول مرة فعلاً يفعل ذلك، لكون الهدف منه واسمه «رحلة للسعادة» وبالتالى سعادة ورحلة داخل أربعة جدران فى استديوهات كلام غير منطقى أصلاً، كما أننا أردنا أن نوضح للمشاهدين أن الحياة رحلة قصيرة، فالإنسان فى هذه الحياة ما هو إلا عابر سبيل، وأكرر أن هذا لا يعنى أن «الجنة مخدر» فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يصفها أبداً كذلك لأنه كان يعارض فكرة «الدين أفيون الشعب» بل كان دائم التذكير بأن الوصول للجنة يأتى عن طريق إصلاح الدنيا. وحتى نحقق ذلك تعالوا نذهب فى رحلة بين جبال ووديان وأنهار ومحيطات وبين مراكب وسفن، أى تحويل الأفكار إلى صورة يراها المشاهد وليس مجرد كلام نظرى وهذا كان أكثر إرهاقا علينا حيث كان من الأسهل والأيسر التصوير داخل الاستديوهات و«سلام عليكم وعليكم السلام وخلاص»، ولكنى رفضت.
◄◄ لماذا؟ مع أن الكثيرين لا يفرق معهم ذلك؟
- يشهد الله على أننى أنوى فى هذا البرنامج إسعاد الناس ويحركنى فى ذلك حديث جميل للرسول صلى الله عليه وسلم: «من أدخل السرور على أهل بيت من المسلمين ليس له جزاء دون الجنة» وهناك حديث آخر: «أحب العبادات إلى الله إدخال السرور إلى الناس»، فأنا طوال التصوير فى الجبال والأودية وأثناء الرحلة فى شهر يونيو وسط الحر الشديد وما أصابنى من ضياع صوتى أقول لنفسى: «ياأخى اتعب بنية إسعاد شاب يمكن يبعتلك حد يقولك أنا اتحلت مشكلتى، بلاش يمكن حد يقولك أنا أقدر على مواجهة مشكلتى بدل الهروب»، فصورنا فى لبنان طوال الـ30 حلقة بأماكن رائعة الجمال وأول مرة أراها فى حياتى، وأولى حلقات البرنامج كانت خير دليل لدرجة أن أحد الآباء اتصل بى وقال لى إن ابنه يريد أن يسألنى سؤالاً، فسألنى الطفل البالغ من العمر 10 سنوات: «عمو هىّ الحلقة التى كانت بتتكلم عن الجنة متصورة فين؟»، وكأنه متخيل أن مكان التصوير فى الجنة فقلت له لا ياحبيبى هذا المكان فى لبنان بجوار شجر الأرز.
◄◄ لكن ألم تواجهه مشاكل أثناء عملية التصوير من قبيل استخراج التصاريح على سبيل المثال؟
- يضحك يقول: «ما أسهل التصوير فى لبنان« وعلى الإطلاق، كل الأمور كانت تسير بشكل جيد.
◄◄ كل ما تقوله جيد، لكن ما وجهة نظرك بشأن حال العرب والمسلمين فى 2010؟
- يواصل الضحك ويقول: «بنتكلم عن السعادة فنقلتنا للأحزان»، ويتابع: شايفهم عندهم إشكاليتين كبار جداً، أولاً لا ينتجون، وطول ما النقطة ديه موجودة، إن غيرنا بينتجلنا يأخذ خيرنا اللى بنزرعه وينتجلنا وبعدين إحنا نشتريه، هنفضل مش على طريق النهضة، اللى عامل زى سكة قطر بتأخد حوالى 100 سنة، وعلشان الأمة تتقدم وتقف على الطريق ده محتاجين مجهود كبير، والإشكالية الثانية هى عدم القراءة، فلديك أزمة إنتاج وأزمة ثقافة، إحنا مابنقرأش، أقصد تنوع القراءة، دور النشر بتطلع كام كتاب فى السنة؟، مقابل تركيا، وماليزيا، أو إسرائيل، «فأمة اقرأ، لا تقرأ» و«أمة قل اعملوا، لا تعمل»، وأنا لا أعتقد أننا نعانى من «أزمة تدين» إحنا شعب متدين بفطرته ويقبل على الدين بطبيعته والدليل شهر رمضان، نعم هناك أخطاء لأنه لا توجد أمه بلا أخطاء، لكن العمل والإنتاج والقراءة من مقتضيات الإيمان. أضف إلى ذلك أزمة السلوك، فأنا أطلب من كل المخلصين من جميع الأديان والأفكار والمبادئ التعاون من أجل حل هذه الأزمة، لحث الناس على حب البعض وترك الرشوة والإصلاح فى الحياة.
◄◄ وهل هذه الأزمات سرية؟ بمعنى لماذا لا يحاول أحد حل هذه الأزمات؟
- الحقيقة أن هناك مخلصين فى هذا البلد بميول مختلفة لكن محاولات الإصلاح غير كافية وتحتاج إلى منظومة، «فلازم يحدث انتفاضة لمنظومة أخلاقية قيمية شاملة يقوم بها الإعلام والمفكرون ويساهم فى ذلك المشايخ فى خطب الجمعة ورجال السياسة من خلال حملة يجتمع عليها كل من يريد الخير لهذه الأمة وإلا كلنا هنخسر، والناس مش واخدة بالها إن الأخلاق هى البنية التحتية لأى نجاح وأى اقتصاد وأى أمة عايزه تعيش، والنبى صلى الله عليه وسلم فى كل أحاديثه عن الجنة دائماً ما تجدها مقرونة بالأخلاق.
◄◄ احك لى عن الشاب الإسبانى الذى استغرب من تخلف الأمة الإسلامية رغم شرائعها وأحكامها؟
- يضحك مجدداً: «القصة دى كانت فى انجلترا، قابلت شاب إسبانى بيدرس العلوم السياسية، ومهتم بقياس مدى تقدم وتأخر الأمم، فسألنى عن الصيام، فقلت له إن إحنا بنصوم من طلوع الشمس حتى مغربها، سألنى: الـ30 يوم كلهم وفى الصيف ده؟!، قلت له آه، فاستغرب وقال لى ده أكيد مش لكل الناس، قلت له لأ ده فرض لكل الناس، قال لى بس أكيد اللى بيحرص على الصوم ده المتدين فقط، فقلت له لا برضه دول كل الناس حتى الأطفال الصغيرين، فرد: إنتوا إزاى أمة متخلفة ومش ناجحين، إحنا لو عندنا قانون زى ده فى إسبانيا وعرفنا نطبقه على الناس كلها بالطريقة ديه، إحنا كده مش محتاجين حاجة علشان نتقدم وننهض، أكيد فيه حاجة غلط؟!، فقلت طبعاً فيه شىء غلط، لأن الناس لا تصوم إلا صيام بطن فقط فنحن أحياناً نفرغ الصيام من محتواه، وأنا الحقيقة هذه السنة ألوم بشدة على المسلسلات التى بدأت تدخل معانى وألفاظا ومشاهد لا تليق بشهر رمضان وقد يكون ذلك أول مرة أفصح عن هذا الكلام.
◄◄ أفهم من ذلك أنك تابعت بعض هذه الأعمال فاكتشفت الكارثة؟
- فيه برامج و«ست كوم» تهدف للمشاكل والخناقات والإيقاع وهذا لا يليق وأنا لست ضد المسلسلات والفنون بالعكس أنا معروف عنى تأييدى للأغنية والفيلم والمسلسل بس اللى يبنى ولا يهدم وأنا أشاهد مسلسلات رمضان لكن ذات القيمة منها، «إحنا عايزين نبنى ولو على التسويق، ماشى بس بشرط البنا مش الهدم، وأنا بقول للى أنتجوا ومثلوا هذه المسلسلات أنه ميصحش، والحقيقة أن الحكاية ديه أحزنتنى وللأسف مكنتش موجودة قبل كدة فى رمضانات اللى فاتت»، وأعود هنا لأصل المشكلة أن رمضان شهر التغيير تخيل أن الأمة عددها مليار و300 ألف لو تغيرت فى كل شخص عادة سيئة واحدة ستتغير مليار و300 ألف عادة فى هذا الشهر الكريم.
◄◄ طيب لو قلنا روشتة السعادة للمسلمين؟
- يضحك بصوت عال ويقول: «الـ7 مجموعات بتوع البرنامج وأكيد مش هديك وصفة غيرها.
◄◄ أقصد كيف نبنى وكيف نضع أيدينا على المشاكل تمهيداً لحلها؟
- دعنى أحدثك عن المجموعة الثانية من البرنامج التى تحمل عنوان «أسعد من حولك تسعد» بمعنى ألا تعيش لنفسك وتكف عن الأنانية ومبدأ أنا وأولادى ومن بعدى الطوفان، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان جواداً وكان أجود ما يكون فى رمضان والصحابة وصفوه بأنه كالريح المرسلة فأعتقد أن هذا سيكون أحد سبل التغيير للأفضل.
◄◄ اسمح لى أن أنقلك إلى منطقة «إنسانية» أكثر، أنا أعلم الدور الذى لعبته والدتك فى حياتك وأنك دائم السماع لصوتها الذى سجلته فى شريط كاسيت بصوتها، كلمنى عنها أكثر؟
- أمى ببساطة هى «الحماية» و«أنا ماشى ببركتها وبقول يارب طول فى عمرها علشان يكرمنى بسببها لأنى أنا شايف كل الخير اللى فيه بسبب دعائها وبقول لكل الشباب يابنى طول ما أمك مش راضية عليك أنت فى خطر كبير وألحق أمك قبل ما تموت ويا بخته اللى أمه راضية عليه وأمى بتمثلى جانب الطمأنينة وساعات بكون مسافر وعندى مشاكل وما أكثرها فأكلمها وأسألها: إنتى راضية، تقولى أيوة، وبتدعيلى؟، ترد: أوى، أقول خلاص لا أبالى.
◄◄ وزوجتك، أعلم أيضاً أنها وقفت بجوارك وساندتك؟
- «مراتى ديه مجاهدة، هحكيلك مثلاً فى شهر أغسطس 2006 كان فاضل شهر على بداية المدارس وأنا عندى عاليا وعمر، فسألتنى: إحنا هنعيش فين، فرديت: مش عارف!، انتا متخيل فاضل شهر على المدارس ومش عارفين هنعيش فين، فتقوم هيا تبذل مجهود وتحجز فى 3 مدارس فى 3 دول فى 3 قارات بعيدة عن بعض، مدرسة فى مصر ومدرسة فى لبنان ومدرسة فى انجلترا، على حسب ظروف حياتنا مش عارفين إيه اللى ممكن يحصل وبكرة نبقى فين، فمراتى ست مجاهدة ربنا يجزيها الخير».
◄◄ هذا بالنسبة لمن ساندوك، وماذا عمن خذلوك وتخلوا عنك؟
- لا يصح الحديث عمن خذلونى أو تخلوا عنى.
◄◄ أقصد أكيد هناك أشخاص من أصدقاء مثلاً تخلوا عنك فى حياتك وفى رحلتك؟
- طبعاً هناك أشخاص تخلوا عنى لكن من ساندونى ووقفوا بجوارى أكثر، يكفى تليفونات، «لما تلاقى ست كبيرة تتصل بيك تقولك شد حيلك مش عايز حاجة يابنى، أنا تحت أمرك، تؤمرنى بإيه، ومش هنسى الشيخ صالح كامل والحاجة ياسمين الحصرى، ومش هنسى أبويا كان بيبعتلى جوابات يثبتنى وبيقولى طول ما انتا مخلص أنا فخور بيك.
◄◄ سياسياً، هل لدى عمرو خالد بطاقة انتخابية؟
- طبعاً عندى بطاقة انتخابية، وأكيد هنتخب وبقول لكل الناس لازم تنتخبوا.
◄◄ ومن ستنتخب رئيساً للجمهورية؟
- «مش لما أعرف مين اللى نازلين الأول؟».
◄◄ الأسماء المطروحة على الساحة الآن، الرئيس مبارك أو نجله جمال فى حال تنحيه عن الرئاسة كما يقال، والدكتور البرادعى والدكتور أيمن نور مرشحين محتملين؟
- حتى الآن لا أحد يعلم.
◄◄ بغض النظر عن ذلك، هل أنت مع حالة التغيير والحراك التى أحدثها الدكتور البرادعى فى البلاد؟
- أنا اعتدت ألا أصدق كل ما يقال أو ينشر ويكتب، وحتى هذه اللحظة ليست لدى رؤية واضحة على ما ستكون عليه الانتخابات فى 2011، لكنى متأكد من امتلاكى لبطاقة انتخابية وأننى سأدلى بصوتى فى الانتخابات، وحتى لو كنت خارج البلاد سآتى مخصوص لذلك، وأنا أناشد الجميع للإدلاء بأصواتهم لكن لصالح من وعلى أى أساس، هذا أمر سابق لأوانه.
◄◄ هل لا تزال لديك مشاكل مع الأجهزة الأمنية فى مصر؟
- الآن أنا موجود فى مصر وأنت تجرى معى حواراً صحفياً، وبرامجى تعرض على قنوات فضائية مصرية لكن الحقيقة المؤكدة أننى «ممنوع جماهيرياً« فى مصر منذ 2002.
◄◄ ماذا تقصد بـ«ممنوع جماهيريا»؟
- يعنى ممنوع من إلقاء أى خطب أو محاضرات أو ندوات فى المساجد أو الجامعات أو أندية أو أى مكان مع العامة، و«هاتلى أى دعوة فى أى مكان فى الدنيا هتلاقينى من بكرة بلبى الدعوة».
◄◄ وما السبب فى ذلك؟
- أنت تسأل الشخص الخطأ، وأنا تحت أمر الجميع فى تلبية دعواتهم وليس لدى أى مطالب.
◄◄ لكن هذا الأمر غير مفهوم وليس له مبرر، يعنى كيف تنظر لهذا الأمر؟، حينما تجلس بمفردك وتسأل نفسك: لماذا عمرو خالد ممنوع فى مصر؟، ما أزمته؟، ما الذنب الذى اقترفه؟
- «ماعنديش تفسير أو إجابة ومعنديش أكتر من اللى قلته».
◄◄ ألا يحزنك هذا المشهد، دولة مثل مصر لها حضارة وتاريخ معروف وغيرها من الدول الإسلامية، بها مخطط توريث وأصبح شعبها يقاتل للبحث عن «شنطة رمضان» من أجل علبة سمنة وسكر وخلافه؟
- مرة أخرى أنا مؤمن بأن كل مشهد يحزنك ضع طوبة ولبنة بناء وحتى لو كان المشهد أكبر بكثير من الطوبة، حتى تستطيع أن تنام مرتاح البال بعدما تؤدى ما عليك، وبالتالى أنا لن أنجر معك فى فكرة تعديد مشاكلنا، لكن ما أقوله تعالى نتكلم فى شباب بيحب بلده وخلق جيل جديد منهم ندفعهم لتغيير هذا الواقع سواء من خلال «رحلة للسعادة» أو «صناع الحياة» أو «على خطى الحبيب»، فبدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة، وليس معنى كلامى هذا أن جهود المخلصين ومن ينددون بالأخطاء مرفوضة والعياذ بالله، بل لكل منا دور فى الحياة وأنا اخترت أن أكون من صناع التغيير للأفضل.
◄◄ ختاماً، ما وصيتك للإصلاح والتغيير؟
- أوصيكم ونفسى بحسن الخلق، لأننا تعبنا وسئمنا من سوء الخلق، نفسنا نشوف شخص عابد حسن الخلق ونموذج متكامل لمؤمن سلوكه متسق، حسن الخلق حسن العبادة، بيصلى ويعامل زوجته باحترام، بيصوم ويقرأ القرآن ويحسن إلى جاره، نفسى يتزايد هذا المنظر.