المعدة هي بيت الداء.. لذا يجب علي كل فرد أن ينتبه لمكونات طعامه الذي يتناوله بحيث يتفق مع قواعد الغذاء الصحي المكون من المجموعات الغذائية الأساسية. التي يحتوي عليها الهرم الغذائي والذي يعتمد في قاعدته الكبري علي تناول الخضراوات والفاكهة بأعلي نسبة. بينما تأتي النشويات والحبوب الكاملة كالأرز والخبز والمنتجات الردة في المركز الثاني نظرا لدورها الهام في إمداد الجسم بالطاقة. وفي حالات ارتفاع الوزن يتم تأخير كمية النشويات والكربوهيدرات إلي المركز الرابع حتي يقوم الجسم بحرق المخزون من الدهون. ويأتي في المركز الثالث البروتينات والمأكولات البحرية كالأسماك والتونة بينما يفضل الإقلال من القشريات البحرية متعددة الأرجل كالجمبري والكابوريا لتأثيرها الكبير علي رفع الكوليسترول ويفضل تناولها ثلاث مرات أسبوعيا. وتأتي الألبان ومنتجات الألبان قليلة الدسم في نفس المكانة الثالثة. فيجب أن تتناول مقدارا ثابتا منها يوميا لأهميتها الكبري. بينما تمثل البروتينات كالبيض والدواجن والأرانب المركز الرابع. نظرا لأهمية البروتين في بناء الجسم وتجديد الخلايا. فيكفي تناولها مرتين أسبوعيا بينما اللحوم الحمراء فيكفي مرة واحدة كل أسبوع أو عشرة أيام. وفي المركز الخامس تأتي الزيوت والدهون ومختلف أنواع المكسرات نظرا لحاجة الجسم المحدودة لهذه المكونات الغذائية وإن كان وجودها يوميا بمقدار طفيف أي حوالي عشرة جرامات ضروريا حتي تساعد علي امتصاص العديد من الفيتامينات. بالإضافة إلي غني المكسرات كاللوز والفول السوداني بالكثير من الفيتامينات والمعادن والكالسيوم.
وأخيرا يأتي في قمة الهرم الغذائي في المكانة السادسة السكريات والحلويات والتي يفضل أن يتم تناولها مرة واحدة أسبوعيا علي الأكثر.
ويمكن أن يكون أحيانا اتباع نظام لتناول بعض المواد الغذائية وتجنب أطعمة أخري يمثل نصف الطريق أو معظمه للعلاج من بعض الأمراض. فمرضي القلب والشرايين وأيضا مرضي الكلي والذين يعانون من آلام المفاصل ووجع العضلات وأعراض الروماتيزم ينبغي عليهم التقليل جدا من الأغذية التالية.. كاللحم الأحمر والبط والأوز والأسماك المملحة كالرنجة وإزالة جلد الفراخ والإقلال من ملح الطعام والمأكولات المقلية خاصة. بالإضافة إلي تجنب بعض أنواع المكسرات البيكان مثل عين الجمل والفول والخضراوات كالسبانخ والملوخية وخضار السلق السوداني وعدم الإسراف في تناول الشيكولاتة والمشروبات الغازية السوداء حيث إنها ترفع نسبة حمض اليوريك أسيد الذي يسبب آلاما حادة لدي هؤلاء الذين يعانون من مرض النقرس أو الآلام الروماتيزمية أو حصوات الكلي. مع مراعاة كثرة شرب الماء بما لا يقل عن 3 لترات يوميا. وزيادة النشاط البدني وعدم الإسراف في تناول الدهون مثل الزبدة وغيرها. بينما في المقابل فإن هؤلاء الذين يعانون من الأنيميا أو الضعف وقلة مستوي الحديد فمن الضروري عليهم الإكثار من تناول الكبد واللحوم الحمراء والبيض والملوخية والسبانخ والعسل الأسود. بحيث تمد الجسم باحتياجاته الرئيسية وتعوض النقص الذي يعاني منه.
ومن الضروري مراعاة الهرم الغذائي والاهتمام بالقدر الأكبر بالتركيز علي تناول الفواكه والخضراوات. لذا فالدعوة الحالية لمقاطعة اللحوم الحمراء نظرا لارتفاع أسعارها المبالغ فيها يتماشي مع الضوابط الصحية التي يجب منذ البداية علي كل إنسان أن يتبعها. خاصة أن البدائل لتناول اللحوم الحمراء كالأسماك والدواجن البيضاء هي الاختيار الأفضل صحيا كما أنها متوافرة وتفي بالمطلوب وتقي في الوقت نفسه من أضرار اللحوم الحمراء أو الداكنة كارتفاع الكوليسترول والإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وآلام المفاصل والروماتيزم والإصابة بالنقرس. فقد توصلت دراسة أجراها فريق بحث من مركز أبحاث الوقاية بجامعة ستانفورد الأمريكية إلي أن مجرد التحكم في المحتوي الدهني لغذاء المرضي المصابين بارتفاع الكوليسترول والمعرضين لأمراض القلب والأوعية الدموية. لا يؤدي بالضرورة إلي خفض مستويات هذا الكوليسترول. بل وجدوا أن تناول وجبات غذائية متكاملة ومحتوية علي الخضراوات والفاكهة والبقول والحبوب يخفض مستويات الكوليسترول بكفاءة تعادل ضعف فاعلية نظام الغذاء ذي المحتوي الدهني.