روى
الإمام مسلم في صحيحه عن سعيد بن أبي الحسن رضي الله عنه ، أنَّه قال :
جاء رجلٌ إلى ابن عبّاس، فقال : إنّي رجلٌ أُصوّرُ هذه الصُّوَر ،
فأَفْتِنِي فيها . فقال له : ادْنُ منّي ، فدَنَا منه ، ثمّ قال : ادْنُ
منّي ، فدَنَا حتّى وضَعَ يَدهُ على رأسِه . قال : أُنَبّئُكَ بما سمعتُ من
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم . سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه
وسلَّم يقولُ : كُلُّ مُصَوّرٍ في النَّار ، يُجعَلُ له بكلّ صورة
صَوَّرَها نَفْسًا ، فتُعَذّبه في جهنَّم . وقال (أي ابن عبّاس للرَّجل) :
إن كنتَ لا بُدَّ فاعِلاً ، فاصْنَع (أي فَصَوّر) الشَّجَر وما لا نَفْسَ
له . (صحيح مسلم - الجزء 3 - ص 1670 - رقم الحديث 2110) .
تصوير البَشَر إذًا والحيوانات أو صُنع تماثيل لهم : حرامٌ ، ويُعرّضُ المُصوّر للعذاب الشَّديد يوم القيامة . وكذلك تعليق مثل هذه الصُّور أو الاحتفاظ بها أو بتماثيل في البيت .
بالنّسبة للتَّصوير بغرض استعمال الصُّوَر في الكتب المدرسيّة مثلاً ، فيُسْتَفْتَى في هذا أهلُ العلم .
وقد أجاز بعضُ العلماء صُنعَ واستعمال لُعَب الأطفال ، استنادًا للحديث الذي رواه
أبو داود في سُننه عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن عائشة رضي الله عنهما ،
أنَّها قالتْ : قدمَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم من غَزْوة تَبُوك
أو خيبر ، وفي سهوتها سِتْرٌ . فَهَبَّتْ ريحٌ فَكَشَفَتْ ناحيَةَ السّتْر
عن بنات لِعائشة ، لُعَب . فقال : ما هذا يا عائشة ؟ قالتْ : بَناتي . ورأى
بَينهُنَّ فَرسًا له جناحان مِن رقاع ، فقال : ما هذا الذي أرى وَسَطَهُنّ
؟ قالتْ : فَرس ، قال : وما هذا الذي عليه ؟ قالتْ : جناحان ، قال : فَرسٌ
له جناحان ؟! قالتْ : أما سمعتَ أنَّ لِسُلَيْمانَ خَيلاً لها أجنحة ؟!
قالتْ : فضحِكَ حتّى رأيتُ نَواجِذَه . (سنن أبي داود - الجزء 4 - ص 283 -
رقم الحديث 4932) .